“HAMA” تحتفل بذكراها الثلاثين بندوة دولية لمكافحة خطاب الكراهية في أنجمينا


انطلقت اليوم بالعاصمة أنجمينا أعمال الندوة الدولية حول “آليات مكافحة خطاب الكراهية: الوضع الراهن والآفاق”، في حدث رسمي وشبه قاري تزامن مع الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس الهيئة العليا للإعلام والسمعي البصري (HAMA). ونظمت HAMA الندوة بالتعاون مع شبكة السلطات الإفريقية لتنظيم الاتصالات (RIARC)، بحضور لافت شمل ممثلين عن السلطات الدستورية، الحكومة، البرلمان، ورؤساء هيئات تنظيمية من نحو 14 دولة إفريقية.
HAMA تدق ناقوس الخطر: “خطاب الكراهية تهديد للوحدة والسلم”
في كلمتها الافتتاحية، رحبت السيدة حليمة السعدية علي، رئيسة HAMA، بالوفود، مؤكدةً أن انعقاد هذا الحدث الدولي يعكس الدعم لحرية التعبير والتعددية الإعلامية ودور الإعلام في تعزيز الديمقراطية والسلام.
وشددت رئيسة HAMA على أن مكافحة خطاب الكراهية يمثل تحدياً ملحاً وتهديداً مباشراً للوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي. وأوضحت أن مهام التنظيم الإعلامي لا تقتصر على الرقابة، بل تشمل الأدوار الاستباقية كـ التوعية، التثقيف، والوقاية.
كما أبرزت السيدة علي تحديين رئيسيين آخرين يواجهان المشهد الإعلامي الإفريقي:
– بناء القدرات المهنية للإعلاميين عبر التدريب المستمر.
– مواجهة التحديات الرقمية وخصوصاً انتشار المعلومات المضللة وخطابات التفرقة عبر المنصات الاجتماعية.
إجماع إفريقي على أهمية الشراكة لمواجهة التحديات الرقمية
شهدت الجلسة الافتتاحية حضوراً واسعاً على المستوى القاري، ضم وفوداً من دول كبرى مثل السنغال، بنين، موريتانيا، المغرب، مالي، وغيرها. وترأس وفد كوت ديفوار السيد رينيه بورغوان، رئيس RIARC، مما يعكس الشراكة الوثيقة في مجال التنظيم.
أجمع المشاركون على أن مكافحة خطاب الكراهية تتطلب مسؤولية جماعية وتعاوناً وثيقاً بين أربعة أطراف رئيسية: الهيئات التنظيمية، الأكاديميون والفاعلون الإعلاميون، قادة الرأي، والمنصات الرقمية. الهدف المشترك هو بلورة استراتيجيات عملية تعزز ثقافة السلام والتسامح وتحصن المجتمعات من مخاطر العنف والاستقطاب الإعلامي.
ثلاثة عقود من تنظيم المشهد الإعلامي في تشاد
استعرضت رئيسة HAMA المسار التاريخي للمؤسسة، التي بدأت في عام 1994 بإنشاء المجلس الأعلى للاتصالات (HCC)، ثم تحولت إلى HAMA عام 2018. وخلال هذه العقود الثلاثة، لعبت المؤسسة دوراً بارزاً في تحرير وتنظيم المشهد الإعلامي، دعم حرية الصحافة، وفتح المجال أمام الإعلام الخاص والجمعياتي إلى جانب الإعلام العمومي.
اختُتمت الجلسة الافتتاحية بالتأكيد على ضرورة الخروج بـ توصيات واقعية قابلة للتنفيذ، تُشكل نقطة انطلاق لشراكات إفريقية جديدة. وشدد الختام على تعزيز احترافية الإعلام ليصبح شريكاً رئيسياً وفعالاً في البناء الوطني والتنمية المستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *